Wednesday, October 31, 2007

تجربة مؤلمة...

تجربة مؤلمة
لم اكن افكر في يوم من الايام ان ابوح بما يجول في خاطري من افكار حول ذلكم اليوم المرير الذي مررت به في صغري، لقد كنت في الحادية عشرة او اقل اي في الصف الخامس الابتدائي وكنا نعيش في مكان ما في النقب وكانت العائلات التي تقطن المنطقة تنتمي الى نفس العشيرة على الغالب وتربطها علاقات وطيدة مع بعضها البعض من الناحية الاجتماعية والعائلية.
ومن الطبيعي ان يخرج الاطفال للعب مع بعضهم البعض وكنت كما اتذكر احب للعب في الاودية ومع الحيوانات وكنت كثير التردد على جيراننا بحكم انهم جيراننا وتربط والدتي وعائلتي بهم علاقة جيدة وكنت استمتع عندهم لما يملكون من العاب ومناطق واسعة ولم يكن لديهم اولاد في سني فكنت العب مع بناتهم وكنا اطفال لم تتجاوز اعمارنا الحادية عشرة في الماضي البعيد ولم نكن ندرك ونعلم ما يعلمه الاطفال ابناء الحادية عشرة في زماننا هذا.
لم اشعر بخوف ولا وجل وكنت امرح والعب كاي طفل حتى تلك اللحظة التي كتب لي ان تعيش معي كل ايام حياتي مخزونة في داخلي اتذكرها احيانا في الكوابيس وفي غيرها من المناسبات خاصة عندما اعود للبلدة وارى ذلك الشخص.
كان يكبرني ب8 اعوام وكان يركب سيارة ابيه الكبيرة التي كانت تستعمل لنقل البضائع فناداني ولم اشعر بتردد ان اركب فانا اعرفه وكثيرا ما كان يمازحني ويداعبني فركبت السيارة واذا بتصرفاته بدات تتغير وكانه تحول الى شيطان فبدا يداعب نفسه امامي ولقد صدمت لاول مرة في حياتي. لاول مرة ارى ذكر رجل ويضحك كمصاصي الدماء ويدعونني لان المسه فرفضت وهممت بالنزول من السيارة الا انه دفعني الى الوراء وقربني منه وجعلني المسه واجبرني على وضعه في فمي فاخذت ابكي فضربني فغضب كثيرا واخذ يمارس العادة السرية امامي حتى وصل الى النشوة واخذ ينظر الي بنظرة تهديد وهو يقول لي انا متاكد بانك لن تخبر احد بما جرى هنا لانك ان اخبرت سوف اضربك وسوف يضربك ابوك لانه لن يصدقك فنزلت من السيارة واختليت بنفسي حتى المساء وعندما عدت الى البيت بادرتني امي بالسؤال :اين كنت؟ فترددت في الاجابة فقاطعتنب بقولها لا تعدها مرة ثانية فخلدت الى النوم ولم انم ومنذ تلك اللحظة انقطعت عن بيتهم وصرت اخافه كثيرا حتى ان الكوابيس اصبحت ونيستي في الليالي واتذكر حلما كثيرا ما كا يتكرر في الليل وهو انني محاصر في بيت وسيارات كثيرة من الجيش والشرطة والعالم يحاصرني وانا لا حول لي ولا قوة الا ان انطوي على نفسي واهرب داخلها وكنت اشعر بضيق شديد نتيجة لهذا الحصار في الكابوس الذي ظل يرافقني حتى في سنواتي الاولى في الجامعة.
اريد ان اقول انني كنت ضحية اعتداء جنسيا من بالغ ولم تكن لدي الجراة لان اشكو امري الى احد وكم هم الذين يتعرضون لمثل هذه الاعتداءات الجنسية من اطفال وقاصرين ونساء لا حول لهم ولا قوة ولا اذن تسمعهم ولا مجتمع يرعاهم . فعلينا كمجتمعات عربية ان نزيل غبار النفاق الاجتماعي عن نواذنا ونصدح بصوت عال لك من تعرض لمثل هذا الاعتداء: لا تخف بان تخبر! تقدم بشكوى لا تتراجع لانك ان فعلت قد تمتنع من المعاناة من اثار الصدمة وان لم تفعل فانك ستعيش معها كل ايام حياتك. وعلينا نحن كمجتمع ان نوفر لهم الحضن الدافئ لكي يتوجهوا الينا فلا يشعرون بالخوف من الفضيحة لان الفضيحة هنا لذلكم المنحرف المريض وليست للضحية البريئة.
اريد ان انوه الى ان عدل الله لم يترك المجرم الذي اعتدى علي لنفسه بل عاقبه فاصبح متعاطيا للمخدرات منبوذا من عائلته يسرق السيارات ليحصل على وجبته من المخدرات وقد اصبح لا يعرف الناس اذ انه كان يتجول في الاسواق يطلب الناس المال وحصلت الصدفة ان توجه لي يوم وطلبني فوالله احسست بنوع من الشفقة عليه وعلى حاله ولكنني لم اتمكن من النظر اليه ووليت هاربا.
منير

No comments: